المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, 2025

(7) سورة البقره - سرّ اقتران الصلاة والزكاة في القرآن الكريم

المقدمة  : فإنّ المتأمل في آيات الذكر الحكيم يلاحظ تكرار اقتران الصلاة بالزكاة، كقوله تعالى : ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ . وهذا التكرار ليس من باب التكرار البلاغي فحسب، بل هو إشارة ربانية إلى عمق الارتباط بين هاتين العبادتين، وما تحمله كلّ واحدةٍ منهما من وظيفة روحية واجتماعية تُسهم في بناء الإنسان الكامل، جسدًا وروحًا . الصلاة عبادة تُوجّه إلى الخالق، تُزكّي النفس وتُطهّر القلب وتُعلي الروح، وهي جوهر العلاقة بين العبد وربه. أمّا الزكاة، فهي عبادة تُوجَّه إلى الخلق، تُطهّر المال، وتُظهر صدق الإيمان، وتُعزّز التكافل بين أفراد المجتمع . ومن حكمة الله أن جعل هاتين العبادتين ركيزتين من أركان الإسلام، وجمع بينهما في آيات كثيرة، ليعلّمنا أن الإنسان لا يكتمل إيمانه ما لم يعبد الله ويُحسن إلى عباده، وما لم يجمع بين تزكية النفس وخدمة الناس، وبين السكون الذي يمنحه الذكر والخشوع، والحركة التي يتجلّى فيها العطاء والبذل . في هذا الدرس، نتعرّف على أسرار هذا الاقتران، وما تحمله كل عبادة من دلالة، وكيف يُنتج اجتماعهما ثلاث شهادات توحيدية عظيمة، تُميّز الإنسان عن سائر ا...

(6) سورة البقره ( الفؤاد والقلب في القرآن الكريم)

مقدّمة  :   يكتسب موضوع القلب والفؤاد مكانته لكونه بوّابة القبول عند الله، ومحورَ صلاح الجوارح، وميدانَ صراعٍ دائمٍ بين هوى النفس ودعوة الروح وحاجات الجسد. وقد تفرّد القرآن الكريم ببيان دقائق هذه المضغة، ففرّق بين القلب مركز الاختيار والشعور، والفؤاد حين يجتمع فيه الحبّ والذكر والسكينة، وجمع لنا أصناف القلوب وأمراضها، وأوضح سُبل العلاج: من التذكير، إلى التوبة، إلى العمل الصالح . في هذا الدرس سنستعرض معاني القلب في الكتاب والسنّة، وأنواعه الأربعة التي ذكرها النبي ﷺ، لنلمس كيف يربّي الوحيُ القلبَ الجسديّ بالحلال، والقلبَ الروحيّ بالحقّ، والقلبَ النفسيّ بمعيار الخير والشرّ. ونتعرّف على الرابط العجيب بين عدد مرّات ورود كلمة «فؤاد» وعدد آيات المحبّة الإلهيّة، لنخرج بخطة عملٍ تهدف إلى توحيد ميول قلوبنا تحت لواء التوحيد، حتى نصبح من أصحاب القلب السليم الذين يثبّتهم الله بنور الإيمان، ويجتازون الصراط بسلام .

(5) سورة البقره ( المعنى الحقيقي لكلمة الغيب )

مقدّمة   : يُعدّ مفهوم الغيب محورًا رئيسيًا في العقيدة الإسلاميّة؛ فهو يشمل كلّ ما غاب عن حواسّنا، من الإيمان بالله وأسمائه وصفاته، وملائكته وكتبه ورسله، والآخرة وما فيها من حسابٍ وجزاء. وقد جمع القرآن بين الغيب والشهادة تسع مرّات ليرسّخ في قلوبنا أنّ الله وحده هو العليم المطلق، وأنّ ما غاب عنّا إنّما يحجبه قصور إدراكنا وحدود خلقنا . في هذا الدرس نطوفُ مع أبرز الأدلّة القرآنيّة، بدءًا بآية البقرة الّتي تمدح الذين «يؤمنون بالغيب»، مرورًا بأسماء الله «عالم الغيب والشهادة»، وانتهاءً بحديث النبيّ ﷺ عن رؤية المؤمنين لربّهم في الجنّة. وسنتعرّف كيف يرتبط الغيب بمشيئة الله، وروح الإنسان، ووحي الأنبياء، وكيف يفتح لنا الإيمان به أبوابًا من الطمأنينة والعمل الصالح، مع يقينٍ راسخ بأنّ ما لا نراه الآن سيظهر حقّا يوم القيامة . نسأل الله تعالى أن يرزقنا إيمانًا صادقًا بالغيب، وخشيةً في السرّ والعلن، وأن يجعلنا من أهل الإحسان الذين يعبدونه كأنّهم يرونه، فإن لم نره فإنّه يرانا .