(5) سورة البقره ( المعنى الحقيقي لكلمة الغيب )


مقدّمة  :

يُعدّ مفهوم الغيب محورًا رئيسيًا في العقيدة الإسلاميّة؛ فهو يشمل كلّ ما غاب عن حواسّنا، من الإيمان بالله وأسمائه وصفاته، وملائكته وكتبه ورسله، والآخرة وما فيها من حسابٍ وجزاء. وقد جمع القرآن بين الغيب والشهادة تسع مرّات ليرسّخ في قلوبنا أنّ الله وحده هو العليم المطلق، وأنّ ما غاب عنّا إنّما يحجبه قصور إدراكنا وحدود خلقنا.

في هذا الدرس نطوفُ مع أبرز الأدلّة القرآنيّة، بدءًا بآية البقرة الّتي تمدح الذين «يؤمنون بالغيب»، مرورًا بأسماء الله «عالم الغيب والشهادة»، وانتهاءً بحديث النبيّ ﷺ عن رؤية المؤمنين لربّهم في الجنّة. وسنتعرّف كيف يرتبط الغيب بمشيئة الله، وروح الإنسان، ووحي الأنبياء، وكيف يفتح لنا الإيمان به أبوابًا من الطمأنينة والعمل الصالح، مع يقينٍ راسخ بأنّ ما لا نراه الآن سيظهر حقّا يوم القيامة.

نسأل الله تعالى أن يرزقنا إيمانًا صادقًا بالغيب، وخشيةً في السرّ والعلن، وأن يجعلنا من أهل الإحسان الذين يعبدونه كأنّهم يرونه، فإن لم نره فإنّه يرانا.

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أيها الإخوة والأخوات ، نحمدُ اللهَ جلّ جلاله، ونُصلّي على خاتم أنبيائه محمدٍ ﷺ عددًا لا يُحصى، ونسألُ اللهَ أن يرضى عن جميع الصحابة.

موضوعنا اليوم هو بيان المعنى الحقيقي لكلمة ( الغيب) تُترجم هذه الكلمة في اللغة الصينية إلى معانٍ مثل: «الخفاء» و«غير المرئي» و«ما لا تدركه الأبصار». وقد ورد لفظ الغيب لأول مرة في سورة البقرة، الآية الثالثة:

﴿الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾ [البقرة: 3].

فسّر المفسرون «الغيب» بأنه ما لا يُدرَك بالبصر، وبيّن آخرون أنه يشمل الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل والآخرة والجنة والنار، والإيمان برؤية الله تعالى في الآخرة، وبعث الأموات والحياة الأبدية، فهذه كلّها أمور لا تُرى في هذه الدنيا.

وقد ورد لفظ الغيب في القرآن الكريم ستين مرة. وبالاستقراء يتبيّن :

أولًا :

أنّ ربَّ العالمين هو العليمُ بالغيـب والشهادة؛ وقد ذُكرَ تركيب ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ﴾ في تسعة مواضع، منها: مرتان في سورة التوبة (الآيتان 94، 105)، وفي سورة الرعد (الآية 9)، وسورة المؤمنون (الآية 92)، وسورة السجدة (الآية 6)، وسورة الزمر (الآية 46)، وسورة الحشر (الآية 22)، وسورة الجمعة (الآية 8).

ذُكِرَ في تسعة مواضع أنّ الله هو «عَالِمُ الغيبِ والشهادة»، وقد فسّر المفسّرون ذلك بأنّه تعالى يعلم كلَّ مخلوقاته؛ فهو مُحِيط علمًا بما يُرى وما لا يُرى. ولم يأتِ اقتران الغيب بالشهادة في هذه الآيات التسع عبثًا؛ إذ ينبغي أن نـتدبّرها مجتمعةً لندرك الحقيقة الكاملة لمعنى الغيب. فكلُّ ما خلقه الله من آيات الكون مخلوقٌ حادث، أمّا ما يختصّ به سبحانه فهو غير مخلوق.

وعلى هذا، فإنّنا نتعرّف من خلال المخلوقات إلى تلك الأمور الخاصة بالله وحده.

فأوّل ما ندركه أنّ كلام الله غير مخلوق؛ فالقرآن الكريم ليس مخلوقًا. ولما خُلق الإنسان مهيَّأً لتلقّي الوحي، أخبرتنا الآيات أنّ الله يوحي إلى أنبيائه بما لا تراه الأبصار، بل بما لا يُدرك إلا في الآخرة، ليبلّغوه الناس؛ فالنبوّة إذن تشتمل على أخبارٍ لا سبيل لعامة الخلق إلى معرفتها بغير وحي، إذ لا حظّ لهم في هذا الفضل الإلهي ولا قدرة لهم على معايشة كلام الله تعالى.

ثانيًا:

نعلم أنّ الله يملك روحًا مقدّسة حيّة غنيّة بذاتها؛ وحين خلق أوّل البشر نفخ فيه من روحه. كما سمّى الله جبريلَ عليه السلام «الرُّوحَ القُدُس». وقد قال سبحانه: ﴿تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا﴾ مشيرًا إلى نزول الروح والملائكة في ليلة القدر. ومن هنا نتيقّن أنّ لله روحًا كاملة طاهرة. أمّا الإنسان، فخُلِق جسدُه من طين، وهذا الجسد يحجب تلك الروح، فيبقى معظم أمرها غيبًا عن أبصارنا؛ وهو جزء ممّا لا نراه. وكم من إنسانٍ رأى الملَك, إنّ أغلب الناس إنما يرون الملائكة عند الاحتضار، ساعة مفارقة الروح للجسد.

ثالثًا:

إنَّ ربَّنا يمتلك مشيئةً خاصةً به، مشيئةً كاملةً مُطلقة. قال تعالى في كتابه إنَّ من أطاع مشيئته نال الخيرَ وثوابَ الدارين. فالله خلق الخير والشرّ، وطبيعة الإنسان ألا يطلب إلا الخير، لكن ما قُدِّر له من الشرّ قد يدفعه إلى السخط والتذمّر، أو – في أحسن الأحوال – لا يحسن تحصيل الخير الكامن في طيّات البلاء. وهذه كلُّها دلائل على عدم الانقياد لمشيئة الله؛ إذ إنَّ مشيئة ربِّنا حرّةٌ كاملة، وقد بعث إلينا الأنبياء والرسل ليرشدونا إلى الصبر والتوكّل، ويعلّمونا كيف نقتنص خيرَيْ الدنيا والآخرة من كلّ ما ينزل بنا من نِعَم أو محن، فنفوز برضاه ويرضى عنّا. غير أنّ الإنسان لا يرى سوى ما تدركه عينه من مقادير؛ كمن قُدِّر له نقصٌ ما أو قِلّةُ رزق، فيجهل ما أُخفي عنه من ثوابٍ جزيلٍ ينتظره إذا صبر، ويجهل ما سيقع في مستقبله من أمورٍ يتجلّى فيها حسن العاقبة في الدنيا ويوم القيامة، فذلك كلّه غيبٌ عن نظره.

رابعًا :

 إنَّ ربَّنا له أوامرُ تخصّه؛ فقد أنزل للبشر دينَ الإسلام، وأرسل الرسل يحملون الشريعة التفصيلية أحكامًا تنظّم علاقة العبد بربّه وبالناس وبنفسه، وتُبيّن طريق العيش على التوحيد بشُعَبه الثلاث: توحيد الربوبيّة، وتوحيد الأسماء والصفات، وتوحيد الألوهيّة. وتحقيق هذه الشِّعارات مشروطٌ بالإيمان بخبر الرسل واتباعهم. وليس كلُّ أحدٍ يعيش في زمن النبيّ؛ فبعد انقضاء عصر الرسالات يبقى لزامًا على مَن بعدهم أن يُؤمنوا من غير أن يَرَوا الرسول – وفي هذا الإيمان بالغيب. فعن أبي أمامة رضيَ الله عنه قال: قلتُ: «يا رسول الله، هل من الناس مَن هو أفضل منّا؟ آمنا بك وجاهدنا معك؟» قال: «نعم، قومٌ يأتون مِن بعدكم يؤمنون بي ولم يروني». فالمؤمن الحقّ يُصدّق بالرسول ولم يره، ويُذعن لأوامر الله التي أبلغها، وفي هذا أعظم دلالةٍ على الإيمان بالغيب.

خامسًا :

 علينا أن نُدرك أنّ ربَّنا يملك علمًا كاملًا مطلقًا؛ كما يُبيّن ذلك قوله تعالى في سورة الكهف:
﴿قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا﴾ [الكهف: 109].
يتجلّى هنا أنّ علم ربِّنا لا ينفد. ومثال ذلك ما ورد في الآية:
﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾ [الكهف: 65].
فقد علّم اللهُ ذلك العبدَ الصالحَ—الذي لقيه موسى عليه السلام عند مجمع البحرين—علمًا من لدنه: علمَ أن ملكًا سيغتصب السفينة، وأنّ الغلام إذا كبر سيكون عاقًّا بوالديه، وأنّ تحت الجدار مالًا وكنزًا ليتيمين. هذه الأمور كانت معلومةً له ظاهرةً، بينما كانت خافيةً على موسى عليه السلام، فاستشكلها ولم يصبر عليها؛ لأنّه لم يُدرك ما وراءها. وكذلك شأن البشر: كثيرٌ من أسرار العلم لا تزال غيبًا إلى أن يكشفها الله تدريجيًّا للبشر مع تقدّمهم العلمي.

سادسًا :
ربُّنا هو القادرُ القُدرةَ المطلقةَ وحده. أمّا المخلوقات فتظهر لها طاقاتٌ محدودةٌ لتكون آياتٍ على معنى القدرة. والملائكةُ الكبار—مع عِظَم قدرتهم—محدَّدون بمهامّ خاصّة؛ فجبريل عليه السلام مُكلَّف بالوحي ولا يَنفخ في الصور، والنفخ بالصور غيبٌ بالنسبة إليه. وملكُ الموت موكَّل بقبض الأرواح، وليس ذلك من عمل جبريل. وهكذا تضمّ الأفعالُ نفسها أمورًا غيبية؛ فالإنسان لا يُحيط بأعمال الجنّ. فقدرة الجنّي الذي أحضر عرش بلقيس إلى سليمان عليه السلام في طرفة عين كانت غيبًا بالنسبة إلى سليمان حتى رأى العرش أمامه.

سابعًا :
إنَّ ربَّنا هو الرحمنُ الرحيمُ وحده، وهو الكاملُ في الخير والإحسان. ولذلك خُلقتْ مخلوقاتُ العالم لتعمل الصالحات، وليشهد كلُّ مخلوقٍ بأنّه سبحانه المتفرّد بالرأفة والرحمة. فمَن عجز عن إقامة هذه الشهادة يقع عليه أثرُ العدل الإلهي في سُنّة الجزاء.

ومن مظاهر ذلك علاقةُ السببيّة بين الخلق: فأيسرُ مثالٍ أن يرى المرءُ جزاءه في الدنيا بين الناس، وقد يكون هذا الجزاء مشهودًا. ثم إذا بُعثنا وجئنا إلى أرض الحساب، سيقتصّ الناسُ بعضُهم من بعضٍ بتبادل الحسنات والسيئات؛ وهذا أمرٌ غيبيّ لا نراه الآن. وكذلك عند المرور على الصراط يُكلَّف العبدُ بما ألزمه الله به؛ فإن قصَّر في عمل الصالحات تعثّر على الجسر ولم يَجُزْه. وهكذا نعلم أنّ عالم الغيب يُكشَف بعد البعث: توزن الأعمال بالميزان، ويُعاد المرور على الصراط حقيقةً.

وقد كتب الله سبحانه مقاديرَ كلّ شيءٍ في اللَّوح والقلم؛ لا يظلم أحدًا. فمن المقادير ما لا يتبدّل، فهل سعينا إلى الخير فيما هو مقدورٌ لنا , ومنها ما أُعطينا فيه الاختيار، فهل اخترنا حسن الخاتمة , ثم إنّه خلق عرشَه وكرسيَّه، فهل نسعى إلى أن نكون من السبعة الذين يظلّهم العرشُ يوم لا ظلّ إلا ظلُّه؟

وعلى التفصيل، يجب أن نؤمن بسائر مشاهد الحساب: سؤال القبر، والوقوف بعد البعث، وغيرهما من الحقائق الغيبية. ونوقن أنّنا في الآخرة نتلقّى الصحائف، وأنّ ملكين يكتبان علينا آناء الليل والنهار؛ فما من عملٍ صالحٍ أو سيّئٍ إلا وهو مُدوَّن. فهذه كلُّها من عالم الغيب الذي لا تُبصره عيونُنا الآن، لكنه حقٌّ لا ريب فيه.

أخيرًا نقرأ نصَّين يُمثِّلان الغيب المطلق:

أولاً: يبيّن لنا ربُّنا في سورة الرحمن أنّ جميع العوالم ستفنى، ولا يبقى إلا وجهه الكريم:

﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ﴾ [الرحمن: 26]
﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾ [الرحمن: 27]

ثانيًا: يقول تعالى في سورة غافر، الآية 16:
﴿يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ ۚ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ۚ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [غافر: 16]

في ذلك اليوم تفنى جميع المخلوقات، ولا يبقى إلا ربُّنا، فيُظهر وحدانيته جلّ وعلا حين يسأل: «لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ؟» فيجيب نفسه: «لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ». ونحن—مع أنّنا لا نرى تلك الحال—يجب أن نُوقن بحقيقتها؛ فهي من الغيب الذي نؤمن به ونُدرك معناه.

يُخبرنا نبيُّنا محمدٌ ﷺ بأمرٍ غيبيٍّ آخر: وهو أنّ أهلَ الإحسان في الدنيا، الذين يُبعثون في الآخرة ويدخلون الجنة، سينالون رؤيةَ ربِّهم تعالى ويظفرون برضاه؛ وهذه نعمةٌ غيبيةٌ مطلقة. فهذه المكافأة—رؤية وجه الله الكريم— من الغيب الذي يجب علينا الإيمانُ به دون خوضٍ في كنهه أو تصويره؛ إذ لا مجال لتخيّله في الدنيا. وقد أخبرَنا الربُّ أنّ ما أعدَّه لعباده الصالحين «ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر»، فإذا كان خيالُنا لا يُحيط بشيءٍ من ذلك فكيف نخوض فيما هو أعظم؟ لذا يجب الإيمانُ الجازم دون محاولة تصوّرٍ أو تخيّل، حتى لا نقع في الانحراف، فإنّ الشيطان يُغري المرء بالوساوس والظنون الباطلة.

خلاصة النقاط التسع: إنّ لربّنا صفاتٍ خاصةً به غير مخلوقة، يعرفها هو علمًا كاملًا. أمّا نحن فلا نتعرّف إليها إلا من خلال الآيات المخلوقة الدالة عليها. وبما أنّ المخلوقات محدودةٌ بالزمان والمكان والقدرة، فإنّ إدراكنا لها يبقى ناقصًا، فيظهر لنا جانبٌ غيبيّ لا نراه. فالواجب أن نسلّم لله فيما استأثر بعلمه: جلاله، وعظمته، وكمال قدرته، وعلمه، وصفاته، وكلماتُه التي لا تنفد، وطهارةُ روحه، وجمالُ لقائه. من تجاوز ذلك وتكلّف في تصوّر ما لا يُدركه وقع في الضلال، إذ يفتنه الشيطان بالخيالات والأوهام.

لأنَّ ربَّنا، جلّ جلاله، هو العليمُ بالغيب كلِّه، فقد خلقنا وأنعم علينا بما يُمكّننا من مواجهة العالم المنظور، ومعرفته، وكشف أسراره، فننال بذلك ما قُدّر لنا من فضلٍ ورحمة. أمّا عالم الأرواح فيمكننا التعرف إليه من خلال الكتاب الذي أنزله، وكذلك عالم الغيب يمكن إدراكه عبر دلائل الوحي؛ فنحن نوقن بأنّ تلك الحقائق واقعة لا ريب فيها. وعندما نعبدُه يجب أن نستحضر الخشية، لأنه سبحانه محيطٌ بكلّ شيء؛ فلا خافيَ عليه من أمر خليقته. وفي الإنسان قلبٌ وما يحويه من خواطر وأسرار، وربُّنا كذلك عليمٌ بها جميعًا.

وقد ورد في القرآن خمسُ آيات تصف قومًا يَخشَون ربَّهم سِرًّا، ويهابون الرحمنَ في الخفاء، وذلك في سور الملك، ق، يس، فاطر، والأنبياء. إنَّ ربَّنا يعلم ما تُكنّه الصدور وما يدور في الأفكار؛ فكلُّ أمرٍ مكشوفٌ لديه، وهو العليمُ بكل شيء. من ثَمَّ ينبغي أداء الأعمال الصالحة بسرٍّ ممزوجٍ بالخشية، لأنّ كثيرًا من النوافل قد يُفسدها إظهارُها للناس فيقع العبدُ في طلب المحمدة والرياء، واللهُ لا يقبل عملَ مراءٍ ولا مُدّعٍ.

علينا إذن أن نسعى في العبادة إلى مقام الإحسان: «أن تعبدَ اللهَ كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك». هؤلاء هم الذين يخشون ربَّهم بالغيب. وقد قال سبحانه في سورة الملك (الآية 12):
﴿إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴾.

وقال في سورة ق (الآيات 33-35):
﴿مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ﴾
﴿ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ﴾
﴿لَهُم مَا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾.

نسألُ ربَّنا أن يهدينا إلى التصديق بالغيب، وأن نعبده مخلصين لا نشرك به أحدًا، طالبين جزاءه وحده، حتى نبلغ مرتبة الإحسان. وخِتامًا، إن وُجد في الكلام خطأ أو غموض فأسأل الله العفو، وأرجو من الإخوة المعذرة.

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دروس سورة الفاتحه (1) الاستعاذة بالله – درع المؤمن ضد الوسوسة والانحراف

رحلتي من الصين الى الاسلام

دروس سورة الفاتحه (4) "رَبِّ الْعَالَمِينَ" — سر العوالم وشهادة الخلق بوحدانية الله