رحلتي من الصين الى الاسلام
رحلتي
من الصين الى الاسلام
انا من جمهورية الصين الشعبيه ، مقاطعة سيتشوان وعمري 50 عامًا، وعندما كنت في سن 19، التحقت بـ جامعة
بكين، وهناك تعرفت على زوجي الفلسطيني، وبفضل نعمة الله تزوجت به، ومنذ ذلك الحين
دخلت في الإسلام بسبب الزواج.
لذلك أقول "الحمد لله رب العالمين"
كل الحمد والشكر لله، رب العالمين
معنى "الحمد لله رب العالمين" في حياتي
قبل أن أتحدث عن رحلتي، أود أن أشارككم هذا الذكر العظيم، لأنه ينبع من
أعماق قلبي، وهو سبب مشاركتي لهذه القصة معكم.
في القرآن الكريم، وردت عبارة "الحمد لله رب العالمين" 6 مرات في 6 سور مختلفة.
عندما أفكر في هذا الرقم 6 أقول في نفسي:
"يا الله، أشكرك لأنك هديتني إلى الإيمان، ومنحتني
الدين الحق "
قبل أن أدخل الإسلام، كنت أعتقد أنني أريد النجاح
في الدنيا، أريد وظيفة جيدة، وزوجًا صالحًا، وعائلة مستقرة، وحياة مهنية ناجحة.
ولكن عندما هداني الله إلى الإسلام، أدركت أن
الإيمان هو أعظم نعمة، وهو ما يجب أن أسعى إليه أولًا.
أركان الإيمان الستة وتأثيرها في حياتي
1. الإيمان بالله
o
عندما أيقنت وجود الله، وأنه الرب، والمالك،
والمعبود الواحد، شعرت بسعادة لا توصف.
2. الإيمان بالآخرة
o
هذا الإيمان جعلني أدرك أن الحياة ليست محصورة في
الزمان والمكان، فالله خلق سبع سماوات وسبع أراضٍ، ومن يؤمن بالآخرة يستطيع أن
يطمح إلى الفردوس الأعلى.
3. الإيمان بالملائكة
o
الإيمان بالملائكة يحررنا من قيود الزمن، لأنهم
لا يموتون إلا عند قيام الساعة.
o
هذا الإيمان يجعلنا نسعى لأن تكون أرواحنا نقية
مثل أرواح الملائكة.
4. الإيمان بالكتب السماوية
o
القرآن الكريم يحتوي على كل العلوم، سواء كانت
علمية أو أدبية أو دينية، ويشمل المعرفة والخبرة والحكمة، مما يجعلنا متحررين من
قيود الفكر البشري المحدود.
5. الإيمان بالرسل
o
الله أرسل أنبياءه الصالحين ليكونوا قدوة لنا،
وليعلمونا أن الحياة ليست مجرد وجود فيزيائي، بل هناك نظام للثواب والعقاب.
o
اتباع الرسل يعني اتباع طريق الخير والحق.
6. الإيمان بالقدر
o
الله خلق الخير والشر، وكل إنسان يسعى لنيل الخير
والابتعاد عن الشر.
o
القدر ينقسم إلى:
§
القدر المحتوم الذي لا يمكن تغييره، والذي يجب أن
نسلم به.
§
القدر الذي يمكن تغييره، والذي يجب أن نجتهد
لاختيار الأفضل فيه.
الإيمان الحقيقي هو طريق السعادة
كلما قرأت هذه الأركان الستة في القرآن، وأتذكر
عبارة "الحمد لله رب العالمين"،
أشعر برغبة كبيرة في مشاركة هذه النعمة معكم.
لأن أي شخص يمتلك هذه الأركان الستة في قلبه، حتى
لو كان إيمانه صغيرًا مثل الذرة، فإنه في النهاية سيدخل الجنة.
أفضل دعاء للبشرية جمعاء
في سورة يونس، ورد هذا الدعاء العظيم:
"الحمد لله رب العالمين"
نحن نحمد الله لأنه هدانا، ومنحنا الإيمان
الصحيح، وجمعنا في هذا المجتمع الإسلامي المبارك.
ثانيًا، قبل أن أشارك رحلتي الإيمانية، أود أن
أشارك سرًا رقميًا متعلقًا بـ "الحمد لله"، حيث
وردت هذه العبارة في القرآن الكريم 27 مرة.
هل هذا الرقم جاء بمحض الصدفة؟
لا، بل هو بتقدير الله سبحانه وتعالى.
- الله منحنا 6 أركان للإيمان.
- الله منحنا 5 أركان للإسلام، وهي العبادات التي تكمل ديننا.
- الله منحنا مستويين من الإحسان:
1. "أن تعبد الله كأنك تراه".
2. "فإن لم تكن تراه، فإنه يراك".
عند جمع هذه الأرقام:
6 + 5 + 2 = 13
الله خلقنا بأجساد مادية، ومنحنا أرواحًا، مما
جعلنا كائنات لها رغبات واحتياجات.
ثم خلق سبع سماوات وسبع أراضٍ، لنتأمل في نعمه،
ونبحث عن رحمته العامة في الدنيا ورحمته الخاصة في الآخرة.
وأرسل إلينا الأنبياء والرسل ليعلمونا كيف نطلب
هذه الرحمة بطريقة صحيحة وجميلة.
عند جمع السبع سماوات والسبع أراضٍ:
7 + 7 = 14
ثم نضيف القيم الإيمانية السابقة (13):
13 + 14 = 27
سبحان الله!
لذلك، وردت عبارة "الحمد لله" في القرآن الكريم 27 مرة، سواء بصيغة:
- "الحمد لله"
- "فلله الحمد"
- "وله الحمد"
مشاركتي لهذا السر معكم
اليوم، أردت أن أشارك معكم هذا السر الرقمي الذي
يعكس عظمة الله، وأعبّر عن شعوري العميق بالشكر لله.
لهذا بدأت حديثي بـ: "الحمد لله رب العالمين"
لأنني أردت مشاركة هذه المشاعر الصادقة معكم، ثم
بعد ذلك سأتحدث عن رحلتي الإيمانية بإيجاز.
الآن، سأشارككم بعض التفاصيل عن رحلتي الإيمانية.
بما أنني اليوم بلغت الخمسين من العمر، فإن
كوني مسلمة أصبح أمرًا طبيعيًا بالنسبة لي، ولم يعد لدي ذلك الشعور العاطفي الجارف
الذي كنت أشعر به خلال العشر سنوات الأولى من إسلامي. الآن، أرى أن كوني مسلمة هو شيء بديهي ومسلّم به.
دور الزواج في اعتناقي للإسلام
أولًا، أريد أن أوضح أن الزواج كان السبب الذي
دخلت به إلى الإسلام، لكنه لم يكن السبب الذي جعلني أحقق الهداية الكاملة.
السبب الحقيقي لهدايتي كان القرآن الكريم، فهو
الذي قادني إلى الإسلام بشكل كامل.
الله منحني نعمة الزواج المبارك، لكنه كان مصدرًا
للعديد من التحديات والاختبارات.
الصعوبات التي واجهتها بعد الزواج
بعد زواجي من زوجي الفلسطيني في جامعة بكين، لم
أتمكن من ارتداء الحجاب أثناء العمل، لأنني درست العلوم السياسية والإدارة العامة،
وكان من الطبيعي أن أعمل في الدوائر الحكومية أو المؤسسات العامة.
لكن في الوزارات، المدارس، البنوك، ومكاتب
الضرائب، كان ارتداء الحجاب غير مسموح به، لأن الموظفات مطالبات بارتداء الزي
الرسمي، ولهذا السبب لم افكر بالعمل.
في ذلك الوقت، لم يكن قراري نابعا من إيمان قوي
جدًا، بل من رغبتي في الحفاظ على زواجي واستقراري العائلي.
زوجي كان مسلمًا ملتزمًا جدًا، يؤدي جميع
العبادات بإتقان، وكان عليّ أن أتخذ القرار المناسب للحفاظ على زواجنا سعيدًا.
لاحقًا، ونظرًا للحاجة المادية، قرر زوجي البقاء
في الصين للعمل، بينما انتقلت أنا إلى فلسطين مع أطفالي من أجل تعلم اللغة
العربية، والتعمق في الدين الإسلامي.
كيف تحولت المحنه الى منحه : زواج زوجي من امرأة أخرى
خلال فترة ابتعادي عن زوجي لعدة سنوات، تزوج بامرأة
ثانية.
بالنسبة لي، كان هذا صدمة نفسية شديدة، وكأنها
ضربة قاسية من السماء.
أول فكرة خطرت ببالي كانت الطلاق، فشعرت أنني لا
أستطيع تحمل هذا الاختبار، وأخبرته بقراري النهائي للانفصال.
لكن في ذلك الوقت، كنت قد اعتدت على حضور الدروس
الدينية في المسجد كل يوم خميس.
ذهبت إلى الداعية التي كنت أتعلم منها، وشاركتها
قصتي، فنصحتني قائلة:
"لا تفعلي ذلك، بل صلي صلاة الاستخارة، ودعي الله
يختار لكِ، فهو يعلم ما هو خير لكِ."
الاستخارة ورؤيا غيّرت حياتي :
استجبت لنصيحتها، وبدأت بـ صيام ثلاثة أيام
متتالية، وأديت صلاة الاستخارة يوميًا، وكنت أدعو الله قائلة:
"يا رب، إن كان هذا الزواج خيرًا لديني وحياتي
ومستقبلي، فباركه لي، وإن كان شرًا لي، فاصرفه عني واصرفني عنه."
ثم، في صباح يوم الجمعة المبارك، وبعد أداء صلاة
الفجر، عدت للنوم قليلًا، فرأيت رؤيا مدهشة:
- وجدت نفسي واقفًا عند سفح جبل، وأردد "الله أكبر".
- فجأة ارتفعتُ إلى قمة الجبل، وكنت أردد الشهادة "لا إله إلا الله".
- رأيت أمامي مبنى شاهقًا، وحولي مبانٍ مرتفعة على اليمين واليسار.
- خطر ببالي أنني إذا قررت الطلاق، سأذهب إلى المبنى الأيسر، وإذا اخترت
الزواج من رجل آخر، سأذهب إلى المبنى الأيمن.
- لكن قبل أن أقرر، شعرت بقوة عظيمة تدفعني إلى المبنى الذي أمامي.
- عند استيقاظي، كنت أنادي باسم زوجي.
عندها أيقنت أن الله قد استجاب لدعائي، واختار لي
البقاء في هذا الزواج.
الله أراد أن أثبت في زواجي، لأن فيه خيرًا لي،
فقررت التحلي بالصبر، واتباع هداية الله.
البداية الحقيقية: حفظ القرآن الكريم
خلال تلك الفترة، بدأت بتعلم القرآن الكريم،
وأصبح بإمكاني فهمه وسماعه بوضوح.
كنت أسمع الإمام يتلو القرآن في المسجد، وأفهم
معانيه لأول مرة، لكنني لم أفكر بعد في حفظه.
لكن في ذلك العام، عندما بلغت 38 سنة، شعرت برغبة شديدة في حفظ القرآن كاملاً.
- بدأت بحفظ صفحة واحدة يوميًا.
- في بعض الأيام كنت أتوقف بسبب المرض أو انشغالي برعاية الأطفال، لكنني كنت
أستأنف الحفظ دائمًا.
- بعد ثلاث سنوات، أتممت حفظ القرآن كاملًا، والحمد لله رب العالمين.
العلاقة غير المتوقعة مع الزوجة الثانية :
خلال فترة حفظي للقرآن، اكتشفت شيئًا غريبًا جدًا:
أصبحت أقرب صديقة للزوجة الثانية لزوجي
كنا نحفظ القرآن معًا، ونتعلمه سويًا.
في العادة، المجتمع يرى أن الزوجة الثانية هي
عدوة للأولى، لكن القرآن جعلنا صديقتين.
كيف حماني القرآن من الفتن والوساوس؟
- خلال هذه الفترة، كنت مشغولة جدًا بحفظ القرآن، مما جعلني محصنة ضد أي
وسوسة أو إغراءات شيطانية.
- كان البعض يحاول إقناعي بالطلاق، والبحث عن وظيفة جديدة، لأنني خريجة
جامعة بكين ولدي مستقبل مهني باهر.
- حتى عائلتي غير المسلمة كانت تلومني على حياتي.
- لكن بفضل انشغالي بالقرآن، لم أكن أتأثر بهذه الأفكار، وكنت غارقة في
سعادة التلاوة والحفظ.
المداومة على قيام الليل
بعد إتمام حفظ القرآن خلال 3 سنوات، بدأت
بمراجعته يوميًا في قيام الليل.
- كنت مشغولة بأطفالي وأعمال المنزل في النهار، لكنني كنت أراجع القرآن في
الليل أثناء صلاة التهجد.
- بعد 5 سنوات، أصبح حفظي للقرآن متينًا جدًا.
- حتى اليوم، في سن الخمسين، لم أترك قيام الليل أبدًا، وما زلت أراجع
القرآن يوميًا.
الخاتمة
الحمد لله رب العالمين، فقد أدركت خلال هذه
الرحلة أن كل شيء من الله خير.
نحن أحيانًا نحوّل الابتلاءات إلى كوارث بسبب ضعف
إيماننا، لكننا إن توكلنا على الله، وحوّلنا كل اختبار إلى فرصة للنمو الروحي،
فإننا سنكتشف الخير الذي كتبه لنا الله.
الحمد لله، اليوم قد شاركت معكم بقدر ما استطعت،
وأسأل الله أن يمنحني الفرصة في المستقبل لأشارككم تأملاتي في القرآن الكريم وفهمي
للحديث الشريف.
لأنني بعد أن حفظت القرآن وثبّت مراجعته، بدأت في
دراسة سيرة النبي محمد ﷺ، وسير الصحابة الكرام (رضي الله عنهم) وأخلاقهم العظيمة.
وفي هذه المرحلة، أدركت أن الله لا يمنحنا الهداية فقط، بل يزيدنا في مكارم الأخلاق، والقوة في العمل، والعلم النافع.
وإذا كان هناك أي نقص في الشرح أو خطأ في
التعبير، فأنا أطلب من الله المغفرة، ومنكم العذر والتسامح.
أسأل الله أن يرحمنا جميعًا، ويمنحنا نعمه، ويثبت
إيماننا، ويكمل لنا ديننا، ويرزقنا أن نكون من عباده الصالحين. آمين
وأحب أن أختم بقولي:
"الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".
تعليقات
إرسال تعليق