دروس سورة الفاتحه (4) "رَبِّ الْعَالَمِينَ" — سر العوالم وشهادة الخلق بوحدانية الله


المقدمة :

عندما نقرأ في سورة الفاتحة: "الحمد لله رب العالمين"، فإننا نُعلن إيماننا بأن الله سبحانه وتعالى هو الخالق، المدبّر، والسيّد المطلق لجميع العوالم.

لفظ "العالمين" ورد في القرآن الكريم 41 مرة، وهذا التكرار ليس عبثًا، بل هو دعوة للتأمل في تنوع المخلوقات ودقة الخلق، وكيف أن كل مخلوق — من أعظم الكائنات الروحية إلى أدق الجمادات — هو علامة تدل على الله ووحدانيته.

في هذا الدرس، نتعرف على معنى "العالمين" من حيث اللغة والدين، ونستعرض كيف صنف العلماء العوالم إلى:

  • عوالم مادية - الجمادات، النبات، الحيوان
  • عوالم روحية  -الملائكة، الجن، الحور العين، الولدان
  • عوالم غيبية -العرش، الكرسي، الجنة، النار، اللوح، القلم

ونتأمل كيف أن كل هذه العوالم تسبّح الله، وتُظهر صفاته العظيمة: علمه، قدرته، إرادته، كلامه، كماله، وحتى وعده لعباده برؤيته في الآخرة.

عندما نقول "رب العالمين"، فنحن لا نكرر مجرد لفظ، بل نُجدد شهادة التوحيد، ونعلن خضوعنا لخالق العوالم كلها — من نراها ومن لا نراها، من نعقلها ومن لا نُدرك كنهها.

فلنتأمل ونفهم: ما المقصود بالعالمين؟ وما علاقتهم بنا؟ وكيف تدعونا هذه الكلمة لتثبيت إيماننا وزيادة يقيننا .


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوتي وأخواتي الأعزاء، نحمد الله سبحانه وتعالى ونصلي ونسلم على خاتم النبيين محمد ﷺ، ونسأل الله أن يرضى عن جميع الصحابة الكرام.

موضوعنا اليوم هو: فهم معنى "الْعَالَمِين"، وذلك من خلال تحليل ذكر "رَبِّ الْعَالَمِين" في القرآن الكريم، حيث ورد هذا المصطلح 41  مرة.

معنى "الْعَالَمِين"

يترجم "الْعَالَمِين" إلى "الكون" أو "العوالم"، وهو صيغة الجمع لكلمة "عَالَم

وقد فسّر العلماء "الْعَالَمِين" على أنه يشمل كل شيء في الكون ما عدا الله سبحانه وتعالى.

أما كلمة "عَالَم" فتعني "العالم" أو "الكون"، وهي مشتقة من "العَلامَة"، والتي تعني "الإشارة أو العلامة"، أي أن العوالم كلها تعد علامات ودلائل على وجود الخالق ووحدانيته.

التفسير اللغوي لـ"الْعَالَمِين"

في اللغة العربية، كلمة "العَلامَة" ليس لها مفرد، مما يدل على أن الْعَالَمِين تشمل مجموعة كبيرة من العوالم.

وهناك جمع آخر لها وهو "عوالم"، والذي يُستخدم للإشارة إلى السماوات، والأرض، والمخلوقات في البحر والبر، وكل الكائنات الحية وغير الحية.

الخلاف بين العلماء حول معنى "الْعَالَمِين"

اختلف العلماء في تحديد المقصود بـ "الْعَالَمِين"، حيث انقسموا إلى رأيين:

1.   الرأي الأول: يرى أن "الْعَالَمِين" تشير فقط إلى المخلوقات العاقلة مثل:

o        البشر

o        الجن

o        الملائكة

o        الشياطين

2.   الرأي الثاني: يرى أن "الْعَالَمِين" تشمل كل ما خلقه الله في الدنيا والآخرة، وليس فقط المخلوقات العاقلة.

فهم "الْعَالَمِين" من خلال آية "رَبِّ الْعَالَمِين"

لكي نوضح معنى "الْعَالَمِين" بشكل دقيق، يجب أن نربطها بآية "رَبِّ الْعَالَمِين" الواردة في سورة الفاتحة:

"ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ"

وهذا يساعد في فهم أن الله سبحانه وتعالى هو الرب والخالق والمدبر لكل العوالم، سواء كانت عوالم عاقلة أو غير عاقلة، مرئية أو غير مرئية، دنيوية أو أخروية.

ذكر "رَبِّ الْعَالَمِينَ" في القرآن الكريم 41  مرة، وهذا السر يستحق التأمل لفهم ما المقصود بالعوالم وما تحتويه، ولمعرفة أن ربنا هو خالق العوالم كلها.

يجب أن نفهم معنى "الْعَالَمِين" بوضوح، لأنها دليلٌ على وجود الله ووحدانيته، فكل ما في الكون هو من آياته، وكل المخلوقات تدل على خالقيتها له سبحانه وتعالى.

أولًا: فهم معنى "رَبِّ الْعَالَمِينَ"

قبل فهم العوالم، يجب أن نعرف رَبَّنا.

  • عندما نقول "رَبِّ الْعَالَمِينَ"، فإن ذلك يعني أن الله هو الخالق والمدبر لجميع العوالم.
  • خلق الله العوالم بالحكمة والحق، وجعل فيها نظامًا دقيقًا قائمًا على العدل والجزاء والثواب والعقاب.
  • كل ما في الكون يشهد بوحدانيته، سواء من خلال المعرفة العقلية أو من خلال العبادة والطاعة، فكل شيء في الكون خاضع لله.

ثانيًا: العوالم التي خلقها الله

لفهم "الْعَالَمِين"، يجب أن ندرك ما خلقه الله في الكون.

قال الله تعالى في سورة فصلت، حيث وضّح لنا مراحل الخلق:

"قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُۥٓ أَندَادًۭا ۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلْعَٰلَمِينَ"  فصلت: 9

  • خلق الله الأرض في يومين.
  • ثم أكمل خلقها وقدّر فيها أقواتها في أربعة أيام.
  • وبعد ذلك خلق السماوات في يومين.

وفي سورة الطلاق، الآية 12، يقول الله سبحانه وتعالى:

"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا"

أي أن الله خلق سبع سماوات وسبع أراضين، وأمره يسري بينهن، ليُظهر قدرته وعلمه الشامل بكل شيء.

من هذه الآيات، نعلم أن الله خلق السماوات والأرض، وأنهما مقسمتان إلى سبع سماوات وسبع أراضين، مما يجعل العدد الإجمالي أربعة عشر (14)، وهذا الرقم نضعه هنا للتمعن فيه.

الله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض بالحق، كما جاء في سورة فصلت، الآية 10:

 وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِين

أي أن الله، بعد خلقه للأرض، باركها وقدّر فيها أقواتها، مما يدل على أن كل شيء فيها تم توزيعه وفق مشيئته وقضائه السابق.

أما عندما تحدث عن خلق السماوات السبع في يومين، قال في الآية 12 من نفس السورة:

 فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيم

أي أن الله أوحى إلى كل سماء أمرها، وجعل السماء الدنيا مزينة بالكواكب وحفظها من الشياطين، وكل هذا تقدير من الله العزيز العليم.

القدر الإلهي والعلاقة بالجزاء

هذه الآية توضح أن كل شيء يسير وفق مشيئة الله وقدره، وأن هذا القدر يتجلى في نظام المسؤولية والجزاء، حيث يوجد:

  • علاقة التكليف
  • علاقة الجزاء والثواب والعقاب

الإنس والجن خُلقوا بقدرة السعي نحو رحمة الله في الدنيا، ويمكنهم اختيار الرحمة الخاصة في الآخرة، ولكن إذا اتبعوا أهواءهم ورفضوا الهداية، فإنهم سيخضعون لقوانين الجزاء في الدنيا والآخرة.

ومع أن الدنيا فانية، فإن الآخرة هي الحياة الحقيقية الأبدية، وهي التي ستُحسم فيها العواقب النهائية.

النهاية والمصير الأخير للـ"عَالَمِين"

الله سبحانه وتعالى هو الحاكم المطلق ليوم الحساب، وفي النهاية سيكون هناك مصير نهائي للعوالم، خاصة للإنس والجن، حيث يُقسمون إلى:

1.   سبع درجات من جهنم

2.   ثماني درجات من الجنة

3.   الأعراف (الحاجز بين الجنة والنار)

وهذا يجعل المجموع 16، وهذا الرقم نضعه هنا للتدبر فيه.

مفهوم "الْعَالَمِين" في هذا السياق

عندما نشير إلى مصير العوالم، يرى بعض العلماء أن "الْعَالَمِين" هنا يشير فقط إلى المخلوقات العاقلة، مثل الإنس والجن، وليس إلى المخلوقات غير المكلفة مثل الحيوانات، لأن الحساب سيكون على من يمتلكون العقل والتكليف الشرعي.

علينا أن ندرك أن رب العالمين قد خلق العوالم بالحق، وبالتالي، هناك علاقة مسؤولية وتكليف بينه وبين مخلوقاته.

الله سبحانه وتعالى أخبرنا من خلال رسوله ﷺ في القرآن الكريم أن إذا عبدناه ولم نشرك به، فإنه لن يعذبنا. وهذا يشمل الإيمان الصحيح والدين الحق الذي شرعه لنا.

فهم من يعبد الله ومن هو مكلّف ومن ليس مكلّفًا

كل المخلوقات تعبد الله، سواء بإرادتها أو بغير إرادتها، وتنقسم إلى فئتين رئيسيتين:

1.   مخلوقات تعبده دون اختيار

2.   الإنس والجن، الذين لديهم حرية الاختيار في عبادته أو عدمها

لهذا، يمكننا تصنيف جميع المخلوقات وفقًا لهذه القاعدة، وكلها تشهد بوحدانية الله، وتسبّحه وتنزّهه عن الشريك.

جميع الأذكار التي نرددها مثل:
سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر
جميعها تمجّد الله باسمه الأعظم "الله"، وتشهد بأنه الإله الواحد الذي لا شريك له.

تصنيف العوالم التي تسبّح الله

1. العوالم المادية:

تشمل ثلاثة أنواع رئيسية:   

  • عالم الحيوان
  • عالم النبات
  • عالم الجمادات مثل الرياح، النار، الماء، التراب، الكهرباء، والمجالات المغناطيسية

هذه الكائنات تسبّح الله كما جاء في سورة الإسراء.

2. العوالم الروحية:

تتكون من ثلاثة أنواع رئيسية:

  • الجن ولديهم حرية الاختيار بين الإيمان أو الكفر
  • الولدان المخلدون، والحور العين وهؤلاء جزء من ثواب المؤمنين في الآخرة، ويعبدون الله بدون اختيار
  • الملائكة  يعبدون الله طوعًا، ولا يعصونه أبدًا

3. العوالم الغيبية:

تشمل أربعة أقسام رئيسية:

  • اللوح والقلم، حيث تسجل الأقدار
  • الميزان والصراط، حيث تتم المحاسبة يوم القيامة
  • الجنة، جهنم، والأعراف
  • العرش، الكرسي، والسماوات العلى

كل هذه العوالم تسبّح خالقها وتعظّمه بلا توقف، لأنها تدرك تمامًا أنه الإله الواحد الأحد.

هذه العشر فئات، بالإضافة إلى الإنسان، الذي اختير ليكون أشرف المخلوقات، لكنه إذا لم يعبد الله، فسيصبح أحقر المخلوقات، كلها تسبّح الله وتمجّده.

في الدنيا، بعض البشر يختارون عدم تسبيح الله، لكنهم في الآخرة سيُجبرون في جهنم على الاعتراف بوحدانية الله، وكذلك الأمر بالنسبة للجن.

كل هذه الفئات الأحد عشر خُلقت للشهادة بوحدانية الله

كل المخلوقات خُلقت لتشهد أن الله وحده هو الحق، وأن صفاته وأسمائه الحسنى لا شريك له فيها، وهذا يثبت إلهيته وسلطانه.

ومن هذا المفهوم، نفهم معنى "رَبِّ الْعَالَمِينَ".

حساب الأرقام المتعلقة بـ"الْعَالَمِين"

الآن، عند جمع الأرقام المرتبطة بالخلق والآخرة، نجد:

  • 7 سماوات + 7 أراضٍ = 14
  • 8  جنان + 7 دركات من النار + 1 الأعراف = 16
  • 11  فئة من المخلوقات التي تشهد بوحدانية الله

14 + 16 + 11 = 41

وهذا العدد يتطابق مع عدد الآيات في القرآن الكريم التي تذكر "رَبِّ الْعَالَمِينَ" (41 مرة).

فهم "الْعَالَمِين" من خلال عدد الحركات في التلاوة

عند تلاوة "الْعَالَمِين" في القرآن، تُنطق بـ 8  حركات صوتية.

وهذا يقودنا إلى التفكير في معنى العدد 8، حيث:

  • ذكرنا أن "الْعَالَمِين" هي جمع لكلمة عالم، التي اشتُقت من "علامة أي: إشارة أو علامة على وجود الله ووحدانيته
  • يفهم العلماء أن "الْعَالَمِين" هم علامات على وجود الله وخالقِيته المطلقة.

الخلاصة

بذلك، نفهم أن كل العالمين هم دليل واضح على وجود الله، وهم يشهدون بوحدانيته سواء في الدنيا أو في الآخرة.

وهذا يوضح اختلاف آراء العلماء حول معنى "الْعَالَمِين"، حيث يجمع بين المفاهيم المختلفة في صورة شاملة ومتكاملة.

لذلك، فإن هذا المفهوم يتضمن علم التوحيد، أي معرفة أن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق هذا العالم، ومن خلال ذلك، يمكننا أن ندرك أن ما ينتمي إليه لا يُخلق.

الأمور التي لا تُخلق وتنتمي إلى الله وحده

1.   كلام الله:

o        كلامه يتضمن آياته التي تبيّن لنا دلائل وجوده.

o        الآيات الكونية هي من خلقه، ولكن كلامه ذاته غير مخلوق، لأنه جزء من ذاته سبحانه وتعالى.

o        لهذا، فإن القرآن الكريم غير مخلوق، لأنه كلام الله المنزل لهداية البشر.

2.   روح الله:

o        في كثير من الآيات، يخبرنا الله أنه خلق آدم عليه السلام ونفخ فيه من روحه.

o        وهذا يمنح الإنسان القدرة على التفكر في الله، والسعي وراء الآخرة، والإقرار بوحدانيته.

o        آدم عليه السلام هو آية على أن الله يملك الروح الخاصة به، وهو الحي القيوم الأزلي الذي لا يحتاج إلى أحد.

o        لذلك، فإن كل المخلوقات تشهد بأن الله هو الذي يملك الروح الحقيقية غير المخلوقة.

3.   أمر الله:

o        الله هو ملك العالمين ومدبّر أمورهم.

o        أوامره غير مخلوقة، فهي جزء من إرادته المطلقة.

o        جميع المخلوقات تخضع لهذه الأوامر، والإنسان مطالب بطاعتها والسعي نحو الخير.

o        فقط من يتبع أوامره في الدنيا، سيحصل على الحرية الحقيقية في الآخرة.

4.   إرادة الله:

o        الله هو رب العالمين الذي يقرر ويختبر عباده.

o        كل النعم والابتلاءات التي خلقها هي وسيلة لاختبار طاعة الإنسان له.

o        من يخضع لإرادته، فإنه ينال السعادة الأبدية في الجنة.

o        كل شيء في هذا العالم يشهد على أن إرادة الله هي التي يجب أن تُطاع، وإلا فالعاقبة ستكون سيئة.

صفات الله التي يشهد عليها الخلق

5.   علم الله:

o        الله هو العليم بكل شيء، مما يعني أنه يملك المعرفة المطلقة.

o        خلقه الدقيق والمتقن يشهد على علمه اللامحدود.

6.   قدرة الله:

o        الله هو القادر على كل شيء، وكل شيء في الكون دليل على قوته المطلقة.

o        من خلال إبداع خلقه، ندرك مدى قدرته العظيمة.

7.   كمال الله وأخلاقه:

o        الله هو الكامل في أخلاقه، فهو الرحمن الرحيم، العدل، اللطيف، الحكيم.

o        جميع المخلوقات تشهد على كمال صفاته وأسمائه الحسنى.

8.   رؤية الله في الآخرة:

o        أعظم نعمة للمؤمنين في الجنة هي رؤيتهم لله عز وجل.

o        الله ليس كمثله شيء، لكنه سيمنح عباده المخلصين الفرصة لرؤيته، مما سيجعلهم يصلون إلى قمة الفرح والسعادة.

o        هذه الحقيقة يشهد عليها العالم كله، فكل المخلوقات التي تسعى إلى رضاه تشهد على أنه حق وأن لقاءه سيكون واقعًا.

كيف يساعدنا هذا في فهم "الْعَالَمِين"

هذه المفاهيم الثمانية تتعلق بعلم التوحيد، ومن خلال هذا العلم، نستطيع أن نفهم المعنى الحقيقي لكلمة "الْعَالَمِين".

لذلك، في كل مرة نقرأ فيها "الْعَالَمِين" وننطق ثمانية حركات صوتية، فإننا نتذكر أن القرآن الكريم أنزل ليتلى، وأن تلاوته تجلب الأجر والثواب.

قال النبي محمد ﷺ:
"
من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها".

وهناك أنواع مختلفة من التلاوة:

  • التلاوة البطيئة للتدبر والتفكر.
  • التلاوة ذات النغمات الجميلة التي تؤثر في القلوب وتزيد من الخشوع.

كيف تعيننا التلاوة على فهم عظمة الله؟

عند الاستماع إلى التلاوة أو قراءتها، يمكننا التأمل في خلق الله، وندرك أن العوالم جميعها تشهد على وحدانية الله وامتلاكه للصفات الثمانية التي ذكرناها.

وبذلك، عندما نقول:
"
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
نكون نسبح الله ونحمده على كونه ربًّا لجميع هذه العوالم.

الخاتمة

بهذا ننهي حديثنا اليوم، وإن كان هناك أي خطأ أو تقصير في الشرح أو زلة لسان، فإننا نسأل الله سبحانه وتعالى المغفرة، ونسأل منكم السماح والتفهم.

 

 

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دروس سورة الفاتحه (1) الاستعاذة بالله – درع المؤمن ضد الوسوسة والانحراف

رحلتي من الصين الى الاسلام