(22) سورة البقرة – كيف نبلغ مقام “لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ”
البقرة: 22 – كيف نبلغ مقام “لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”
المقدمة:
الحمد لله الذي أنزل كتابه هدى ورحمةً للمؤمنين، وجعل فيه بشارات تطمئن
القلوب، فترفع عنها الخوف والحزن، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ﷺ خاتم الأنبياء
والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أيها الإخوة والأخوات الكرام،
إن من أعظم ما ورد في كتاب الله عز وجل تكرار وعده لعباده المؤمنين بقوله: “لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. وهذه العبارة ليست مجرد تعبير عن الطمأنينة، بل هي مقام رفيع ومنزلة عظيمة
ينالها من آمن بالله حق الإيمان، واتبع هديه، وتمسك بكتبه ورسله، وصبر على
الابتلاءات، وشكر في النعم.
وفي هذا الدرس نحاول أن نقف مع هذا الوعد الإلهي وقفة تأمل:
- ما معنى أن يعيش المؤمن بلا خوف ولا حزن؟
- وما السبيل للوصول إلى هذه المنزلة العظيمة؟
- وكيف يجمع المؤمن بين سعيه في الدنيا، ورجائه لنعيم الآخرة، ليكون من
أهل هذا المقام؟
نسأل الله أن يفتح علينا من معاني كتابه، ويجعلنا من الذين آمنوا وكانوا
يتقون، حتى نكون من أوليائه الذين وعدهم بالبشرى في الدنيا والآخرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة والأخوات في هذه المجموعة الكريمة، الحمد لله رب العالمين،
ونصلي ونسلم على خاتم النبيين محمد ﷺ، ونسأل الله أن يرضى عن جميع الصحابة أجمعين.
حديثنا اليوم حول موضوع: في كثير من آيات القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى: “لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. علينا أن نفهم هذه الحقيقة؛ لأن القرآن الكريم هو هداية لنا، فكيف ننال
هذه الهداية حتى نصل إلى مرتبة لا خوف فيها ولا حزن؟ ماذا علينا أن نفعل؟ وكيف
يمكن أن يتحقق ذلك في الدنيا كآيةٍ وشاهدٍ؟
إن الخوف والحزن هما من الابتلاءات التي يتعرض لها الإنسان. فأبونا آدم
عليه السلام وزوجه قد تلقّيا تعليماً من ربّهما في ذلك. ففي قوله تعالى في سورة
البقرة (آية 38):
“قلنا اهبطوا منها جميعًا فإمّا يأتينّكم مني هدىً فمن تبع هداي فلا خوف
عليهم ولا هم يحزنون.”
وعند تفسير هذه الآية قال العلماء: إن قوله تعالى “لا خوف عليهم” يعني: أنهم في المستقبل لن يخافوا من أمر الآخرة، وأما قوله: “ولا هم يحزنون” فمعناه أنهم لن يحزنوا على ما فاتهم من أمور الدنيا. وهذا يوضح أن الخوف
متعلق بالآخرة، والحزن متعلق بخسارة أمور الدنيا.
ونحن نعلم أن الإنسان كائن ماديٌّ ذو جسد، وهو كذلك ذو روحٍ وحالةٍ
معنوية. ففيه ما هو محسوس مشاهد، وفيه ما هو غيبيّ روحي. والله رب العالمين، خالق
هذا الكون، خلق الدنيا والآخرة، وفي ذلك حكمٌ عظيمة وأسرارٌ باهرة. ومن جملة ذلك
أن يشهد الإنسان بأن الله هو الرحمن الرحيم، فيتعرّف على ربه من خلال التوحيد،
ويعبده في عالم الغيب لينال فضله.
ولخلق الدنيا والآخرة حكم أخرى أيضًا، منها أن الله سبحانه – بما أنه له
ذاته العلية {ليس كمثله شيء} – خلق الخلق جميعًا وجعل لهم بدايةً ونهايةً، يخرجهم
من العدم إلى الوجود، ثم يميتهم ويعيدهم. ليشهدوا هم أنفسهم، وتكون آيات الخلق
دليلاً على أن له الوجود الذاتي المطلق، الباقي الذي لا يزول.
إن كل موجود من المخلوقات هو دليل واضح، لأن فيه الفناء والزوال والعدم؛
فمن الذي خلقه؟ ومن الذي أفناه؟ ثم في الآخرة يُبعث من جديد، فيشهد الإنسان أن
الله هو صاحب الذات. فالله سبحانه خلق الدنيا والآخرة لا لذاته فقط ليعلم أنه صاحب
الذات، بل جعل مخلوقاته كذلك آيةً تشهد أنه المتفرد بالوجود. وأوضح مثال: أننا
نُبعث بعد يوم القيامة، وحين يبعثنا الله نعلم يقينًا من الذي بعثنا بعد أن كنا
عدمًا، فلا شك أنه الموجود الحق، صاحب الذات الذي يحيي الموتى.
ورب العالمين، الإله الحق، له أسماء وصفات كثيرة، وأقرب ما يتجلى للإنسان
منها: اسمه الرحمن الرحيم؛ الرحمن في الدنيا، والرحيم في الآخرة، وهذا أمر
يدركه الجميع، إذ من أجله وُجدت الدنيا والآخرة. فنحن في الدنيا نطلب النعم في
عالم المادة المحسوس، لكن هناك عالم الغيب الذي لا يُدرك إلا بعد البعث في الآخرة،
وهو النعمة الخاصة بالرحمة.
وفي الدنيا، منح الله الإنسان وحيه وكلامه، وأرسل الرسل والأنبياء، وأودع
في الإنسان الروح التي تحمل خصائص الطهر والقداسة. لكن الإنسان
إذا أطاع نفسه (نفسه الأمارة) وارتكب الذنوب، غطّت هذه الشهوات على خصائص الروح
القدسية. وهنا تأتي رحمة الله بإرسال الرسل، فبقبول وحيهم والإيمان بهم، يعود
الإنسان إلى حالة الروح الطاهرة القدسية من خلال معرفة الله وعبادته.
وزاد الله فضلاً آخر، إذ جعل للإنسان الفطرة، أي الطبيعة التي فطره
الله عليها، وفيها العهد الذي أخذه الله على البشر: أنه هو الخالق، المدبّر، وحده
المستحق للعبادة بلا شريك.
إذن، فمن آمن بصفات الله وأسمائه، وما يختص به من كمال الذات – كالروح
والكلام – واهتدى بهديه، نال نعيم الدنيا والآخرة معًا. أما من أعرض عن هديه، فسعى
في عالم الشهادة فقط ليجمع متاع الدنيا، فإنه قد ينال شيئًا من نعمها، لكن نعيم
الآخرة يُحرم منه.
وخلاصة القول: إن الله خلق الدنيا والآخرة لحِكم عظيمة، منها أن الروح ذات
الطبيعة القدسية في الإنسان تطلب رؤية الله. وفي الدنيا لا يمكن للإنسان أن يرى
الله، لأنه لا يُرى في عالم المادة، ولا يتحقق هذا إلا بعد البعث يوم القيامة، حين
يُفنى العالم ويُعاد خلقه، فيكون العالم كله شاهدًا على أن الذي أفناه وأعاده هو
وحده صاحب الذات، {ليس كمثله شيء}.
أما المؤمنون الذين طلبوا نعيم الدنيا والآخرة معًا، وتمسكوا بنعمة الله،
وعبدوه ولم يشركوا به شيئًا، فإنهم حين يدخلون الجنة سيكرمهم الله بأعظم نعمة:
رؤيته سبحانه وتعالى. أما في الدنيا، فإن كل ما نراه من المخلوقات ليس فيه رؤية
لله، وإنما هو آيات تدل عليه.
ومن خلال علم التوحيد يمكننا أن ندرك أن خلق الإنسان مرتبط بالحكمة التي
أودعها الله في الدنيا والآخرة. فالدنيا هي عالم الشهادة المحسوس: الهواء، النار،
الماء، التراب، النبات، الحيوان، والإنسان نفسه، وكلها يمكن للعين أن تراها. أما
الإنسان فقد مُنح روحًا ونفسًا، وله أيضًا
عالم الغيب الذي لا يُرى بالعين، وهو عالم الآخرة بعد البعث، وهو عالم حقيقي وإن
كان خفيًّا عن البصر. وهكذا يواجه الإنسان جانبين يجب أن يتعرف عليهما ويطلب الخير
فيهما.
ولكن كيف ينال الإنسان المعرفة الحقيقية والنعمة؟ لا بد له من اتباع هداية
الله. ولذلك، خاطب الله أبا البشر وأصل الجن بقوله: من تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وقد فسّر المفسرون قوله تعالى "من تبع هداي" بأن المقصود: من آمن بالكتب التي أنزلها الله، وصدق بالرسل الذين بعثهم،
وأطاع ما جاءوا به من الشرائع، ونهل من تعاليم الوحي؛ فهو الذي ينال الطمأنينة،
فلا حزن عليه في الدنيا ولا خوف عليه في الآخرة.
ونحن الآن نحلل هذه الحقيقة: ألا حزن في الدنيا على ما يُفقد من متاعها،
ولا خوف في الآخرة مما ينتظر فيها. فالإنسان بما أنه مخلوق بجسدٍ ذي طبيعة بشرية،
فإن نفسه تطلب أمرين اثنين: إشباعًا ماديًا، وإشباعًا معنويًا.
- الإشباع المادي يتمثل في شهوة الطعام وشهوة الجنس، ويحتاج لتحقيقهما
إلى المال والثروة والمرأة للرجل، وهذه من حاجات الدنيا.
- أما الإشباع المعنوي، فهو بعد أن يشبع بطنه وتتوافر له أسباب العيش،
يبدأ في طلب السلطة، والجاه، والكرامة، وربما السفر والترفيه ليُشبع ميوله
النفسية.
ولأجل ذلك، زود الله الإنسان بالعلم، والقدرة، والعقل، والصفات، والسلوك،
والمهارة، والتجربة، حتى يسعى في تحصيل حاجاته المادية والروحية، وتظهر إنسانيته.
ولكن، إذا لم يُضبط الجانب المادي بميزان الحلال والحرام، ولم يُضبط الجانب الروحي
بميزان الحق والباطل، وإذا لم يكن هناك معيار للخير والشر يوجّه الإنسان، فإنه
يكون قد أعرض عن اتباع هدى الله، ولم يقبل كتبه ولا أنبياءه، وبالتالي لا يبلغ
مرتبة الشهادة العظمى: ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
إن ترتيب الآية الكريمة بذكر “لا خوف” أولًا ثم “ولا هم يحزنون” له حكمة عظيمة. فالخوف هو الأصل الذي ينبغي الوقوف عنده أولًا. كيف يخاف
الإنسان؟ إنما يخاف مما هو غائب عن بصره، مجهول لديه. فمثلًا: إذا وُضع إنسان في
الظلام، ولم ير شيئًا، أحس بالخوف، وهذا ظاهر عند الأطفال أكثر، لكن حتى الكبار
إذا وقعوا فجأة في ظلمة حالكة لا يسلمون من الخوف. فالإنسان بطبيعته يخاف مما لا
يراه ولا يعرفه، وقد يتوهم ويُخيّل له، فينشأ الخوف من الغيب.
والله سبحانه وتعالى خلق عالم الغيب الذي لا يُدرك بالحواس. فإذا أنكر
الإنسان هذا العالم الغيبي – من الأرواح، والجن، والملائكة – فإن نفسه تبقى مضطربة
خائفة، فيكثر عنده القول بالأوهام والأساطير عن الأشباح والأرواح، لأن قلبه لم
يطمئن إلى الإيمان الحق. بل حتى المشركون الذين آمنوا بوجود الأرواح، لكن لما لم
يعرفوا الملائكة معرفة صحيحة، بقي الخوف مسيطرًا على أرواحهم. وكذلك أهل الكتاب،
مع أنهم آمنوا بعالم الغيب، وبالبعث بعد الموت، إلا أن اعتقادهم المنحرف بأن
الحساب والجزاء ليس بيد الله وحده، بل بتصورهم أن عُزيرًا أو عيسى ابن الله، يكفي
ليكونوا في الجنة – هذا الانحراف أورث قلوبهم خوفًا أيضًا، لأنهم لم يستندوا إلى
الإيمان الحق بعدل الله وحكمه يوم القيامة.
فإذا لم يكن هناك إيمان راسخ بعالم الغيب، بيقين أنه حق، ولم يكن هناك
تصديق واقعي بالبعث والحساب، وخاصةً بالنعيم الأعظم في الآخرة وهو رؤية الله، فإن
النفس لا تزال قلقة حزينة على فوات متاع الدنيا. لأن حقيقة الدنيا أنها دار
امتحان، وما يُقدَّم فيها من الطاعات والابتلاءات كلها طريق إلى الجنة واللقاء
بالله.
أما من جعل غايته العظمى أن ينال هذا اللقاء، فإنه يرى الدنيا كلها مجرد
ميدان عمل للآخرة: يعمل فيها وفق شريعة الله، ويعبد وفق ما جاء به الرسل، ويؤدي
الفرائض والنوافل، ويصبر على البلاء، ويشكر في النعم، ويتربى في نفسه على تزكية
الأخلاق. فهو يعلم أن كل خير يناله إنما هو خطوة تقرّبه من ربه، وقُربان يقدمه
ليكون وسيلته إلى رؤية الله في الآخرة.
فمن وصل إلى هذه الحال لم يعد يحزن على ما فاته من الدنيا، لأن كل ما يراه
من خسارة فيها إنما هو ربح له في ميزان الآخرة. ولهذا جاءت الآية بترتيبها: لا خوف عليهم ولا هم يحزنون؛ فالخوف من أمر الغيب يُرفع أولًا، ثم يُرفع الحزن عن متاع الدنيا.
فالله تعالى هو الذي خلق الخلق، وهو أعلم بما ينفعهم، فجعل كلامه في
القرآن على هذا الترتيب لحكمة، ليهدي الناس ويزيل عنهم ما يخيفهم ويحزنهم. لذلك،
لا سبيل للإنسان إلى نيل مقام “لا خوف ولا حزن” إلا بالإيمان بالغيب، والتصديق بلقاء الله، والبعث بعد الموت، واليقين بأن
المؤمنين يرون ربهم في الجنة. أما الطريق إلى هذا اليقين فهو اتباع الهداية التي
جاء بها الرسل. ومن بعد ختم النبوة، فإننا أمة محمد ﷺ، وعلينا أن نقتفي أثره،
ونتبع ما جاء به من الكتاب والسنة، حتى نصل إلى تمام اليقين، وننال مقام الأمن من
الخوف والحزن.
في سورة يونس، يخبرنا ربنا سبحانه وتعالى:
﴿أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ
اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا
وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي
الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ۚ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ
الْعَظِيمُ﴾.
ومن خلال السنة النبوية نتعلم أن أولياء الله هم الذين يطلبون رضوانه
بالفرائض، ويستزيدون بالنوافل حتى يرضى الله عنهم، فإذا رضي عنهم أعانهم، وصار
وليهم ونصيرهم. ومن هنا نعلم أن الله حين شرع لنا العبادات، إنما شرعها لنبلغ بها
الكمال في الطاعة والعبودية. ولا سبيل إلى ذلك إلا بالالتزام بما علمنا إياه نبينا
محمد ﷺ من الفرائض والنوافل، طلبًا لرضوان الله. فإذا قبل الله أعمالنا، صارت
عباداتنا صفات حسنة تضيء حياتنا وتظهر في سلوكنا.
ثم نقرأ في سورة فصلت قوله تعالى (30–32):
﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا
رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ
أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ
تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ﴾.
فهنا تُبشّر الملائكةُ المستقيمين بأنهم لن يخافوا ولن يحزنوا، وأن لهم
الجنة التي وُعدوا بها، وتخبرهم أنها أولياؤهم في الدنيا والآخرة. وهذه بشارة
عظيمة، ومنحة ربانية خصّ بها الله عباده المؤمنين.
أما الإنسان، فلا يمكن أن يبلغ مرتبة نقاء الملائكة وطهارتهم، لأنه بشر ذو
طبيعة ونفس. ولذا فهو يُبتلى بشهوات الدنيا:
- فمن جهة المادة: إذا لم يضبط شهوته بميزان الحلال والحرام، وقع في
أكل المال الحرام، كالسرقة أو الغصب، أو في الزنا، فيظلم نفسه ويظلم غيره.
- ومن جهة الروح والمعنى: إذا لم يضبط حب الجاه والسلطة والسمعة،
استعمل ما أوتي من قوة ونعمة في الظلم والباطل، فكان سببًا في الفساد بدل أن
يكون سببًا في الخير، فصار قلبه مظلمًا لا يعرف الطمأنينة.
أما من زكّى نفسه، وضبط شهواته بحدود الحلال والحرام، وعدل في ما أوتي من
مال وسلطة، وجعلها وسيلةً للخير، صار صاحب نفس مطمئنة، يبلّغه الله منزلة عظيمة،
ويكون من الذين تتنزّل عليهم الملائكة بالبشارة: لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون.
وحين تكون الملائكة أولياء لهم، فإن الجن لا تقدر أن تؤذيهم، ولا شياطين الإنس
تضرهم، بل يظلون في رعاية الله وحفظه، ينالون الخير في الدنيا والآخرة. وحتى في
أشد الظروف والابتلاءات، يبقون ثابتين على اليقين بلقاء الله، موقنين برؤية الله
في الآخرة، وهذا الإيمان لا يستطيع عدو من إنس أو جن أن ينتزعه منهم.
نسأل ربنا أن يرحمنا فيرزقنا هذا اليقين الراسخ، ونسأله أن يعيننا لنكون
من أوليائه، وأن يثبتنا على قول: الله ربنا، ثم على الاستقامة، فنعبده عبادة دائمة لا غفلة فيها ولا تقصير.
وبهذا نختتم موضوعنا اليوم، سائلين الله تعالى أن يرحمنا فيمنحنا صفة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، وأن يرزقنا نعمة الدنيا والآخرة. وما قصّرتُ فيه من بيان، أو وقع مني من خطأ لفظي، فأسأل الله العلي العظيم أن يغفره لي، وأرجو من الإخوة والأخوات العذر. جزاكم الله خيرًا
تعليقات
إرسال تعليق