(2) سورة البقره التقوى: درب الوقاية والخشية والابتعاد عن كل ما يُغضب الله

  

مقدمة  
  (التقوى )كثيرًا ما نسمع هذه الكلمة تتكرر في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي ﷺ، ولكن هل تأملنا معناها الحقيقي؟
في هذا الدرس، نتعرّف على المعنى اللغوي والشرعي للتقوى، ونتناول أركانها الثلاثة: الوقاية من عذاب الله، الابتعاد عن المحرمات، والخشية التي تحيي القلب وتزكّي النفس.
نتأمل الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تبين صفات المتقين، ونختم بحوار بليغ بين عمر بن الخطاب وأُبيّ بن كعب يضيء لنا طريق التقوى خطوة بخطوة.
 

  
 بسم الله الرحمن الرحيم                                                 
الإخوة والأخوات الكرام ، نحمد الله العلي العظيم، ونصلي ونسلم على نبينا محمد ﷺ عددًا لا يُحصى، ونسأل الله أن يرضى عن جميع الصحابة الكرام 
موضوع اليوم هو: فهم معنى "التقوى" (وتُترجم إلى العربية بمعنى: الخشية، والابتعاد، والتحرز) 

"التقوى" في أصلها اللغوي تتضمن معنى "الوقاية"، وسأتناول هذا المفهوم من خلال ثلاثة جوانب: الوقاية، والابتعاد، والخشية، لكي نفهم معناها بشكل متكامل.

وبالطبع لفهم هذه المعاني الثلاثة لا بد أن نتعرف أولًا على من يُوصف في الإسلام بأنه من "المتقين".
نبدأ أولًا بالتعرف على أوصاف المتقين، ثم نحلل كل من: الوقاية، والابتعاد، والخشية.

في القرآن الكريم، ورد في ثلاث آيات أن الله يحب المتقين.
أما عن نبينا محمد ﷺ، فقد ورد عنه في سنن الترمذي أنه قال:
"
إذا أراد العبد أن يكون من المتقين، فعليه أن يترك الأمور التي لا تعنيه، تحرزًا من أن يقع في ما يضره."

وقال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس (رضي الله عنهما):
"
المتقون هم الذين يبتعدون عن الشرك ويطيعون الله، وهم الذين يتحرزون من عذاب الله، ويتبعون طريق الهداية، ويرجون رحمة الله، ويصدقون بكل ما جاءهم من الله."

ولكي نفهم أن التقوى تشمل هذه الجوانب الثلاثة، لا بد من الرجوع إلى القرآن الكريم.
نبدأ بفهم جانب الوقاية كما ورد في الآية 6 من سورة التحريم:
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ، عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ، لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ."

أي:
"
أيها الذين آمنوا، احموا أنفسكم وأهليكم من نار جهنم، التي وقودها الناس والحجارة، يتولى أمرها ملائكة قساة شداد، لا يعصون الله فيما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون."

في هذا الموضع يُذكر العقاب والعذاب، لذلك ينبغي علينا أن نقرأ ما جاء في القرآن الكريم من أنواع العقوبات والعذاب التي ذكرها الله تعالى. سنتناول فهم العقوبة من أربعة جوانب، كما ورد في الآية 34 من سورة "الرعد"، حيث نستفيد أن الله تعالى أعدّ للناس عذابًا في الدنيا وفي الآخرة. ويبدأ العذاب من القبر، حيث يوجد عذاب القبر كما دلّت عليه الأحاديث الصحيحة، ثم بعد البعث يوجد عذاب في مرحلة الحساب وتسلُّم الصحف، وكذلك عند المرور على الصراط، وأخيرًا العذاب في جهنم لمن يسقط فيها. فهذه أربع مراحل للعقوبة.

كما أن الله تعالى استخدم في القرآن الكريم ألفاظًا مختلفة عند وصف أنواع العذاب. ففي سورة "آل عمران" من الآية 176 إلى 178، وردت ثلاث تعبيرات عن العذاب:

1.   عَذَابٌ عَظِيمٌ  

2.   عَذَابٌ أَلِيمٌ  

3.   عَذَابٌ مُّهِينٌ  

وفي سورة "الجاثية" وسور أخرى ورد ذكر هذه الأنواع من العذاب أيضًا. أما في الآية 10 من سورة "يوسف" فقد ورد: عَذَابُ الْحَرِيقِ أي العذاب بالنار والاحتراق، حيث تظهر صفات الحرق في هذا العذاب.

لكن لمن هذه العقوبات؟ إنها لأولئك الذين يفتقرون إلى التقوى، أما من كان من المتقين، فإن الله يحميه من هذه الأنواع من العذاب. ونعلم أن العذاب المؤلم وعذاب النار مرتبطان بالجلد والجسد، ولذلك فإن أجسادنا يجب أن تُستخدم في عبادة الله بإخلاص وأن تحتوي على معاني التقوى.

أما العذاب العظيم، فهو متعلق بجانب الروح، فإذا لم تُوجّه الروح لعبادة الله وسَعَت وراء السلطة والمجد دون أن يُستخدم هذا في نصرة الحق الذي أنزله الله، ولم تُظهر شهادة بأن الله لا شريك له، فإن هذا العذاب سيكون نصيبهم، لأنهم لم يتقوا الله.

أما العذاب المهين، فيدل على الانحطاط والذل، والإنسان قد خُلق مزودًا بالنفس البشرية التي تحتاج إلى التزكية والسمو، وإذا لم يقم الإنسان بالأعمال الصالحة ولم يسعَ إلى رضا الله بذكره، فإن صفات الذل والانحطاط ستظهر عليه.

    الله خلقنا من مادة وروح ونَفَسٍ بشرية (نفس) تحمل هذه الخصائص. فإذا لم تتبع هذه المكونات هداية الله، فإن ذلك يعني أن الفطرة الأساسية التي منحنا الله إياها قد ضاعت، بل حتى الروح الطاهرة التي يمكن للإنسان أن يحملها تكون قد فُقدت تمامًا، فتغلب عليه الأنانية والشهوات، وعندها يكون قد فقد التقوى تمامًا.

فمن فقد التقوى، سيواجه أنواعًا مختلفة من العذاب: المؤلم، والعظيم، والمهين، وعذاب الحريق.

فكيف نتحصن من هذه العقوبات :
الله أرسل إلينا الرسل والأنبياء، وأنزل الكتب، وأوضح لنا بآيات محكمات وآيات متشابهات كيف نعبده، وكيف نستخدم أجسادنا للعبادة، وكيف تسعى أرواحنا نحو الحق، وكيف تسعى أنفسنا لفعل الخير.

هذا هو المعنى الحقيقي للوقاية، أي أن نقرأ القرآن ونتدبره ونعمل به، وأن نظهر صفات المتقين.
ولا ينبغي أن نشك في القرآن، فإن من يُؤمن بأن القرآن حق لكنه يتكاسل عنه، فهو ليس من المتقين.

النقطة الثانية تتعلق بالابتعاد، وبطبيعة الحال، المقصود هنا هو الابتعاد عن الشرك بالله. والشرك نوعان: الشرك الأكبر والشرك الأصغر.

الشرك الأكبر: هو الشرك المطلق في ذات الله، وفي صفاته الجوهرية، وأسمائه الحسنى، وفضائله. هذا النوع من الشرك يُخرج صاحبه من دائرة الإيمان، ويجعله من الكافرين والجاحدين، مثل أولئك الذين لا يؤمنون بالبعث، أو باللقاء مع الله، أو بيوم القيامة، أو بالغيب بشكل عام.
ومثلهم أيضًا:

  • من يعبد الأرواح أو الأصنام.
  • ومن يعتقد من أهل الكتاب أن لله ولدًا، أو أن لعباده الحق في أن يُعبدوا، فكل هؤلاء من أهل الشرك الأكبر.

إذن لفهم معنى "التقوى"، يجب أولًا أن نبتعد عن دنس الشرك الأكبر.

أما الشرك الأصغر: فهو أن يقرّ الإنسان بتوحيد الله ومعرفته بوجوده، ويعلم أن صفاته وأسمائه لا يجوز أن يُشرك فيها أحد، ولكنه في سلوكه لا يطبق هذا العلم.
مثلاً:

  • يقوم بالعمل الصالح من أجل السمعة أو الرياء.
  • يعرف أن فعلًا معينًا لا يُرضي الله، ولكنه يفعله عمدًا.
  • يعلم أن عليه التوبة الصادقة، لكنه لا يقوم بها، ولا حتى ينويها.

وهذا كله لا ينسجم مع التقوى.

ولكي نفهم الشرك الأصغر أكثر، نذكر المثال الموجود في الآية 12 من سورة "الحجرات"، حيث يقول الله تعالى:

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ"

في هذه الآية، يأمرنا الله بالتقوى، لأننا في حياتنا اليومية نقع في هذه الذنوب دون أن نشعر. ولكي نكون من المتقين يجب أن نبتعد عنها.

بشكل عام، يجب أن نبتعد عن كل الحرام، وعن فعل السوء، وعن اتباع الباطل أو دعم الباطل.
فالله لا يحب:

  • من يفرط ويتجاوز الحدود.
  • من يفعل الشر.
  • من يفرح فرحًا مذمومًا.
  • من يثير الفتن ويقلب الحقائق.
  • من لا يعدل.
  • من يتكبر ويتفاخر.
  • من يكفر النعمة ويرتكب المعاصي.

فكل هذه الأوصاف يجب علينا أن نبتعد عنها، وإذا ابتعدنا عنها، وابتعدنا عما يكرهه الله، نكون قد وصلنا إلى مرتبة التقوى.

والآن ننتقل إلى ربط هذا بمعنى "التقوى" في ثلاثة مواضع ورد فيها أن الله يحب المتقين.

نبدأ بالآية 76 من سورة "آل عمران"، وسأقرأ أيضًا الآية 77:

"بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِۦ وَٱتَّقَىٰ فَإِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ. إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ ٱللَّهِ وَأَيْمَٰنِهِمْ ثَمَنًۭا قَلِيلًا أُو۟لَـٰٓئِكَ لَا خَلَـٰقَ لَهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"

هذه الآيتان توضحان أن الله يحب من يفي بعهده ويتقيه، أما من يخون العهد ويبيع دينه بمنافع دنيوية، فليس له نصيب في الآخرة، ولا يكلمه الله، ولا ينظر إليه، ولا يزكيه، وله عذاب أليم.

يُذكر في هذا المقطع ضرورة الوفاء بعهد الله وبتعهدات الإنسان الشخصية. فالذي لا يفي بعهد ربه ولا يلتزم بوعوده (سواء في مجتمعه أو بين الناس) ويُبدِّل هذه العهود مقابل مصالح دنيوية زائلة، فهو شخص يتّصف بصفات خسيسة. مثل هذا الإنسان في الآخرة سيكون عرضة لعذابٍ أليم، لأنه لم يحتط لنفسه من المصير الذي أعدّه الله لمن لم يتقوه.

ثم جاء في سورة التوبة، الآية 4، أن الله يحب المتقين، وسأقرأ الآيتين 3 و4 لفهم الترابط بينهما:

**﴿وَأَذَانٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦٓ إِلَى ٱلنَّاسِ يَوْمَ ٱلْحَجِّ ٱلْأَكْبَرِ أَنَّ ٱللَّهَ بَرِىٓءٌۭ مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُۥ ۚ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَٱعْلَمُوٓا۟ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِى ٱللَّهِ ۗ وَبَشِّرِ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ بِعَذَابٍ أَلِيمٍۢ﴾
**
﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتُّم مِّنَ ٱلْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْـًۭٔا وَلَمْ يُظَـٰهِرُوا۟ عَلَيْكُمْ أَحَدًۭا فَأَتِمُّوٓا۟ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ﴾

في هذه الآيات، يُذكر إعلانٌ من الله ورسوله في يوم الحج الأكبر (حجة الوداع التي أتمّ بها النبي ﷺ تبليغ الدين)، مفاده أن الله ورسوله بريئان من المشركين.

فمن تاب من الشرك، فذلك خير له، أما من تولّى وأصرّ على الكفر، فسيواجه عذاب الله.

ويبيّن الله أن من المشركين من عاهدتموهم ولم ينقضوا عهودهم ولم يعينوا أحدًا ضدكم، فعليكم أن تَفُوا بعهدكم معهم إلى مدته.
والسبب؟ "إن الله يحب المتقين" — الذين يتّصفون بالوفاء بالعهود، حتى مع غير المسلمين، طالما لم يُظهروا عداوة.

هذا يدل على أن من صفات المتقين:

  • الوفاء بالعهد
  • احترام حرية المعتقد
  • التعامل بعدل وإنصاف مع غير المسلمين ما داموا ملتزمين بالسلم

وفي الآية 7 من نفس السورة، يقول الله:

 ﴿كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ ٱللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِۦٓ إِلَّا ٱلَّذِينَ عَـٰهَدتُّمْ عِندَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ فَمَا ٱسْتَقَـٰمُوا۟ لَكُمْ فَٱسْتَقِيمُوا۟ لَهُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَّقِينَ﴾

المعنى أن المشركين، ما داموا قد وفوا بالعهد ولم يعتدوا، فعليكم أن تَفُوا أيضًا، لأن الله يحب المتقين.

في هذه الآيات يتكرّر وصف "أن الله يحب المتقين" — دلالة على أن التقوى ليست فقط في العبادات، بل تشمل الوفاء بالعهد، احترام السلم، والتعامل بعدالة حتى مع من يختلفون معنا في الدين.

في هذا الجزء، يُشار بشكل خاص إلى المسجد الحرام. هذه الآيات الثلاث جميعها تؤكد على ضرورة الوفاء بالعهود، وأعظم وأهم عهد هو العهد مع الله، وهو شهادة "أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله". وهذه الشهادة تتجلى في أركان الإسلام: الصلاة، الصيام، الزكاة، والحج — فكلها وسائل لحماية الإيمان الصحيح، وتدل على أهمية المحافظة عليه. فمن يلتزم بهذه الأركان هو من المتقين بحق.

ومن كان صاحب إيمان صحيح، فلا بد أن يلتزم بعهوده مع الناس أيضًا. فالإيمان يتضمن الإيمان باليوم الآخر، بالرسل، بالملائكة، بالكتب، وبالقدر خيره وشره. ومن أبسط مظاهر الإيمان بالآخرة، الإيمان بيوم يُحاسب فيه الناس ويُؤخذ فيه من حسنات الظالم لتعويض المظلوم، فإن لم تكن له حسنات، أُخذ من سيئات المظلوم فطُرحت عليه. هذه المفاهيم كلها تحتاج إلى احتياط ومراقبة، وهي جزء من التقوى.

ومن يملك إيمانًا صحيحًا، فسيحترم عهد الله، كما سيحترم عهده مع الناس والمخلوقات، ولن يكون من الناقضين للعهود.

وقد قال الله سبحانه وتعالى عن المتقين أنه معهم، كما ورد في آخر آية من سورة "النحل" (النحل:128). فإذا كان الله مع عبده المتقي، فإن هذا العبد لن يكون من المغضوب عليهم ولا من الضالين، بل سيكون ممن نال خير الدنيا والآخرة.

وقد يبدو للوهلة الأولى أن التقوى صعبة، لما فيها من التحذير من العقوبات، ووجوب اجتناب المحرمات، وضرورة الوفاء بالعهد، والمحافظة على الإيمان والطاعات. لكن الحقيقة أن النفس، إذا أُرشدت بالإيمان، وأُعينت بعون الله، فإن كل هذه الأمور تصبح يسيرة وسهلة.

أما من لم يحتط لعقاب الله، ولم يجتنب المحرمات، ولم يحفظ عهوده، ولم يتعامل مع الناس بما أمر الله، فإنه يظن نفسه حرًّا، لكنه في الحقيقة غير حر، لأن الله سيبعده، وسيتخذه الشيطان وليًّا، فيعيش في الذل في الدنيا، ثم يُعذب تدريجيًا في الآخرة خطوة بعد خطوة.

وفي ختام الدرس، نقرأ حوارًا بديعًا بين صحابيين جليلين:

سأل عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) الصحابي "أُبيّ بن كعب" (رضي الله عنه): ما هي التقوى؟
فقال له أُبيّ: "هل مشيتَ يومًا في طريق مليءٍ بالشوك؟"
قال عمر: "نعم."
قال أُبيّ: "فكيف كنت تمشي؟"
قال عمر: "كنت أمشي بحذر، وأجتهد أن لا أطأ الشوك."
قال أُبيّ: "فتلك هي التقوى."

وبهذا نختم موضوعنا، ونسأل الله أن يهدينا لنكون من عباده المتقين الذين يحبهم، وإن كان في الشرح تقصير أو زلل، فنسأله المغفرة، ونرجو من إخوتنا العذر والصفح. جزاكم الله خيرًا  

 

 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دروس سورة الفاتحه (1) الاستعاذة بالله – درع المؤمن ضد الوسوسة والانحراف

رحلتي من الصين الى الاسلام

دروس سورة الفاتحه (4) "رَبِّ الْعَالَمِينَ" — سر العوالم وشهادة الخلق بوحدانية الله